أحمد شلبي: المتحف المصري الكبير يحوّل التاريخ إلى طاقة اقتصادية وسياحية

قال الدكتور أحمد شلبي، الرئيس التنفيذي لشركة تطوير مصر وعضو مؤسس وأمين أمانة الإسكان والتنمية العمرانية بحزب الجبهة الوطنية، إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، ليس فقط لأنه أحد أكبر المتاحف في العالم، بل لأنه يجسد رؤية مصر الجديدة في الجمع بين عراقة الماضي وطموح المستقبل، مؤكدًا أن المشروع يُعد رمزًا لقدرة الدولة على تحويل تراثها العريق إلى قوة ناعمة واقتصادية متجددة.

وأوضح شلبي أن اختيار موقع المتحف بجوار أهرامات الجيزة لم يكن صدفة، بل جاء ليؤكد التكامل بين التاريخ والحداثة، ويُبرز تصميمًا معماريًا فريدًا يعكس هوية مصر الثقافية بروح معاصرة تعبّر عن الإبداع والاستمرارية. وأضاف أن المتحف لا يسلّط الضوء فقط على حضارة تمتد لآلاف السنين، بل يعكس أيضًا حاضرًا نابضًا بالحياة ومستقبلًا واعدًا بالإنجازات، ليكون رسالة للعالم مفادها أن “مصر ليست مهد التاريخ فقط، بل دولة المستقبل أيضًا”.

وأشار شلبي إلى أن الافتتاح الكبير سيكشف عن المجموعة الكاملة لكنوز الملك توت عنخ آمون، التي تُعرض لأول مرة مجتمعة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922، إلى جانب 12 قاعة عرض رئيسية توثّق تاريخ مصر بطريقة تجمع بين التسلسل الزمني والموضوعي، في تجربة بصرية ومعمارية مبهرة تطل مباشرة على الأهرامات.

وأكد أن أهمية المتحف تمتد إلى ما هو أبعد من البعد الثقافي، لتشمل آثارًا اقتصادية وسياحية مباشرة، إذ يُتوقع أن يسهم في زيادة عدد السياح ورفع متوسط مدة إقامتهم، بما يدعم خطط الدولة لاستقبال أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2028، بعد أن حققت مصر رقمًا قياسيًا باستقبال 15.7 مليون سائح في عام 2024.

وفي هذا السياق، أشاد شلبي بقرارات الدولة الداعمة للقطاع السياحي، وعلى رأسها إدراج الشقق الفندقية ضمن منظومة القطاع الفندقي الرسمي، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تعزيز الطاقة الاستيعابية وتشجيع الاستثمار العقاري والسياحي. وأوضح أن هذا التوجه يدعم آليات “تصدير العقار” كأحد مصادر الدخل القومي، ويعزز ثقة المستثمرين العالميين في السوق المصرية.

واختتم شلبي تصريحه مؤكدًا أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح ثقافي، بل مشروع تنموي متكامل يجمع بين الثقافة والاقتصاد والهوية الوطنية، ويعكس قدرة مصر على تقديم نموذج فريد للتنمية المستدامة التي تمزج بين الماضي العريق والمستقبل الواعد، لتظل دائمًا مصدر إلهام للعالم ومركزًا للحضارة والابتكار.