17 سبتمبر، 2025 م 6:33 صباحًا

24.42°C

32% ارتفاعًا في الفضة منذ بداية العام… تفاصيل

 

 

 

أظهر تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن أسعار الفضة تراجعت بالأسواق المحلية بنسبة 1.9% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 2.4% لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدعومة بتزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة منتصف سبتمبر.

على المستوى المحلي، تراجع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو جنيه واحد، ليغلق عند 54 جنيهًا بعد أن افتتح الأسبوع عند 55 جنيهًا، أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية من 41 دولارًا إلى 42 دولارًا، بزيادة قدرها دولار واحد.

وسجل عيار 999 نحو 68 جنيهًا، وعيار 925 قرابة 63 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة (عيار 925) عند 504 جنيهات.

ومنذ بداية العام، ارتفعت أسعار الفضة محليًا بنسبة 32%، أي ما يعادل 13 جنيهًا للجرام، فيما قفزت الأوقية عالميًا من 29 دولارًا إلى 45 دولارًا، بزيادة 13 دولارًا.

العوامل المحلية

أوضح التقرير أن ارتفاع الجنيه أمام الدولار حدّ من انعكاس موجة الصعود العالمية للفضة على السوق المحلية، ومع ذلك، تشهد مبيعات الفضة طفرة ملحوظة، خاصة مع الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب وتراجع القوة الشرائية، ما عزز توجه الأفراد والمؤسسات إلى المعدن الأبيض كبديل استثماري.

ولفت التقرير إلى أن دخول مستثمرين جدد لأول مرة إلى سوق الفضة ساعد على انتشار ثقافة الادخار بها وتنويع المحافظ الاستثمارية، كما ساهم توافر السبائك بمقاسات وأوزان مختلفة مع وسائل تغليف وحماية في زيادة الإقبال عليها.

العوامل العالمية

واصلت الفضة صعودها الحاد عالميًا، لتسجل 42.45 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى في 14 عامًا. ويرى محللو TD Securities أن استمرار الطلب الاستثماري، مع عجز السوق عن تلبية الاحتياجات، قد يؤدي إلى نفاد المخزونات في بورصة لندن خلال سبعة أشهر فقط، وربما خلال أربعة أشهر إذا تسارعت وتيرة الشراء، متوقعين إمكانية وصول الأسعار إلى 50 دولارًا للأوقية، وهو مستوى تاريخي لم يتحقق منذ أبريل 2011.

هذا الشح انعكس أيضًا في فجوة الأسعار بين عقود COMEX الآجلة في نيويورك وسوق لندن الفوري، حيث يتم تداول عقود ديسمبر بزيادة تصل إلى 55 سنتًا عن السعر الفوري.

البيانات الأمريكية وضغط السياسة النقدية

الارتفاع الأخير للفضة جاء مدعومًا ببيانات أمريكية أظهرت تباطؤًا حادًا في سوق العمل، ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بأسرع وتيرة منذ 4 سنوات، وخفض تقديرات الوظائف غير الزراعية، حيث أضاف الاقتصاد 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس مقابل توقعات بـ 75 ألفًا، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ 2021، وثبات نمو الأجور عند 0.3% شهريًا و3.7% سنويًا.

أما التضخم، فظل عند مستويات معتدلة مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك إلى 2.9% سنويًا في أغسطس مقابل 2.7% في يوليو، بينما استقر التضخم الأساسي عند 3.1%.

تشير توقعات الأسواق إلى احتمال بنسبة 88% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مع احتمال بنسبة 12% لخفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس.

وتتوافق هذه التوقعات مع تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي في ندوة جاكسون هول، حين أكد استعداد البنك لإعطاء الأولوية لاستقرار سوق العمل.

الفضة بين الاستثمار والصناعة

رغم أن الذهب لا يزال المعدن النقدي الأكثر تفضيلًا للبنوك المركزية وصناديق التحوط، إلا أن الفضة تزداد جاذبية بفضل قيمتها المنخفضة نسبيًا، إذ ما زالت نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة فوق 86، مقارنة بمتوسط تاريخي بين 50 و60.

ويشير المحللون إلى أن الفضة أصبحت تتمتع بميزة إضافية، كونها لم تعد مجرد أداة ادخارية، بل عنصرًا أساسيًا في صناعات استراتيجية مثل الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والإلكترونيات الدقيقة، ومع تزايد الطلب الصناعي وتقلص المعروض العالمي، باتت الفضة في وضع أقوى من الذهب على المدى المتوسط.

ضغوط سوق الإقراض والمخزونات

أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا استثنى بعض المعادن الاستراتيجية مثل الذهب والجرافيت والتنجستن واليورانيوم من التعريفات الجمركية، بينما لم تُدرج الفضة في القائمة، ما أثار مخاوف بشأن مستقبلها التجاري.

انعكس هذا الغموض على سوق الإقراض، حيث ارتفعت معدلات تأجير الفضة لمستويات غير مسبوقة، مع تحرك المعدلات إلى المنطقة السالبة (-1.2%)، أي أن المستعير يدفع بدلًا من الحصول على عائد، بينما يجني المؤجر نحو 5.5% على أساس ثلاثة أشهر.

كما ساهم إدراج الفضة الشهر الماضي في قائمة المعادن الحيوية للحكومة الأمريكية في زيادة الطلب وخفض المعروض المتاح، ما رفع الفارق بين أسعار عقود COMEX والفضة الفورية في لندن من 25 سنتًا إلى 1.1 دولار للأوقية.

تتجه الفضة بخطى متسارعة نحو مستويات تاريخية جديدة، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة، من ضعف الدولار وتباطؤ سوق العمل الأمريكي، إلى تنامي الطلب الصناعي والتحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، ومع استمرار اعتقاد المستثمرين بأن الفضة أقل تقييمًا من الذهب، تبدو السنوات المقبلة مرشحة لتكون فترة إعادة تموضع استراتيجي للمعدن الأبيض داخل المحافظ الاستثمارية العالمية.

32% ارتفاعًا في الفضة منذ بداية العام… تفاصيل

أظهر تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن أسعار الفضة تراجعت بالأسواق المحلية بنسبة 1.9% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 2.4% لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدعومة بتزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة منتصف سبتمبر.
على المستوى المحلي، تراجع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو جنيه واحد، ليغلق عند 54 جنيهًا بعد أن افتتح الأسبوع عند 55 جنيهًا، أما عالميًا، فقد ارتفعت الأوقية من 41 دولارًا إلى 42 دولارًا، بزيادة قدرها دولار واحد.
وسجل عيار 999 نحو 68 جنيهًا، وعيار 925 قرابة 63 جنيهًا، بينما استقر جنيه الفضة (عيار 925) عند 504 جنيهات.
ومنذ بداية العام، ارتفعت أسعار الفضة محليًا بنسبة 32%، أي ما يعادل 13 جنيهًا للجرام، فيما قفزت الأوقية عالميًا من 29 دولارًا إلى 45 دولارًا، بزيادة 13 دولارًا.
العوامل المحلية
أوضح التقرير أن ارتفاع الجنيه أمام الدولار حدّ من انعكاس موجة الصعود العالمية للفضة على السوق المحلية، ومع ذلك، تشهد مبيعات الفضة طفرة ملحوظة، خاصة مع الارتفاع التاريخي لأسعار الذهب وتراجع القوة الشرائية، ما عزز توجه الأفراد والمؤسسات إلى المعدن الأبيض كبديل استثماري.
ولفت التقرير إلى أن دخول مستثمرين جدد لأول مرة إلى سوق الفضة ساعد على انتشار ثقافة الادخار بها وتنويع المحافظ الاستثمارية، كما ساهم توافر السبائك بمقاسات وأوزان مختلفة مع وسائل تغليف وحماية في زيادة الإقبال عليها.
العوامل العالمية
واصلت الفضة صعودها الحاد عالميًا، لتسجل 42.45 دولارًا للأوقية، وهو أعلى مستوى في 14 عامًا. ويرى محللو TD Securities أن استمرار الطلب الاستثماري، مع عجز السوق عن تلبية الاحتياجات، قد يؤدي إلى نفاد المخزونات في بورصة لندن خلال سبعة أشهر فقط، وربما خلال أربعة أشهر إذا تسارعت وتيرة الشراء، متوقعين إمكانية وصول الأسعار إلى 50 دولارًا للأوقية، وهو مستوى تاريخي لم يتحقق منذ أبريل 2011.
هذا الشح انعكس أيضًا في فجوة الأسعار بين عقود COMEX الآجلة في نيويورك وسوق لندن الفوري، حيث يتم تداول عقود ديسمبر بزيادة تصل إلى 55 سنتًا عن السعر الفوري.
البيانات الأمريكية وضغط السياسة النقدية
الارتفاع الأخير للفضة جاء مدعومًا ببيانات أمريكية أظهرت تباطؤًا حادًا في سوق العمل، ارتفاع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية بأسرع وتيرة منذ 4 سنوات، وخفض تقديرات الوظائف غير الزراعية، حيث أضاف الاقتصاد 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس مقابل توقعات بـ 75 ألفًا، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ 2021، وثبات نمو الأجور عند 0.3% شهريًا و3.7% سنويًا.
أما التضخم، فظل عند مستويات معتدلة مع ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك إلى 2.9% سنويًا في أغسطس مقابل 2.7% في يوليو، بينما استقر التضخم الأساسي عند 3.1%.
تشير توقعات الأسواق إلى احتمال بنسبة 88% أن يقوم الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر، مع احتمال بنسبة 12% لخفض أكبر بواقع 50 نقطة أساس.
وتتوافق هذه التوقعات مع تصريحات جيروم باول رئيس الفيدرالي في ندوة جاكسون هول، حين أكد استعداد البنك لإعطاء الأولوية لاستقرار سوق العمل.
الفضة بين الاستثمار والصناعة
رغم أن الذهب لا يزال المعدن النقدي الأكثر تفضيلًا للبنوك المركزية وصناديق التحوط، إلا أن الفضة تزداد جاذبية بفضل قيمتها المنخفضة نسبيًا، إذ ما زالت نسبة الذهب إلى الفضة مرتفعة فوق 86، مقارنة بمتوسط تاريخي بين 50 و60.
ويشير المحللون إلى أن الفضة أصبحت تتمتع بميزة إضافية، كونها لم تعد مجرد أداة ادخارية، بل عنصرًا أساسيًا في صناعات استراتيجية مثل الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والإلكترونيات الدقيقة، ومع تزايد الطلب الصناعي وتقلص المعروض العالمي، باتت الفضة في وضع أقوى من الذهب على المدى المتوسط.
ضغوط سوق الإقراض والمخزونات
أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا استثنى بعض المعادن الاستراتيجية مثل الذهب والجرافيت والتنجستن واليورانيوم من التعريفات الجمركية، بينما لم تُدرج الفضة في القائمة، ما أثار مخاوف بشأن مستقبلها التجاري.
انعكس هذا الغموض على سوق الإقراض، حيث ارتفعت معدلات تأجير الفضة لمستويات غير مسبوقة، مع تحرك المعدلات إلى المنطقة السالبة (-1.2%)، أي أن المستعير يدفع بدلًا من الحصول على عائد، بينما يجني المؤجر نحو 5.5% على أساس ثلاثة أشهر.
كما ساهم إدراج الفضة الشهر الماضي في قائمة المعادن الحيوية للحكومة الأمريكية في زيادة الطلب وخفض المعروض المتاح، ما رفع الفارق بين أسعار عقود COMEX والفضة الفورية في لندن من 25 سنتًا إلى 1.1 دولار للأوقية.
تتجه الفضة بخطى متسارعة نحو مستويات تاريخية جديدة، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة، من ضعف الدولار وتباطؤ سوق العمل الأمريكي، إلى تنامي الطلب الصناعي والتحول العالمي نحو الطاقة المتجددة، ومع استمرار اعتقاد المستثمرين بأن الفضة أقل تقييمًا من الذهب، تبدو السنوات المقبلة مرشحة لتكون فترة إعادة تموضع استراتيجي للمعدن الأبيض داخل المحافظ الاستثمارية العالمية.

موضوعات مقترحة

الذهب يواصل تحطيم أرقامه القياسية عالميًا.. تفاصيل سجّلت أسعار الذهب العالمية مستويات تاريخية جديدة خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في وقت تتزايد فيه توقعات الأسواق بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر، وفي المقابل، تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية المصرية على نحو طفيف، رغم القفزة العالمية، مدعومة بانخفاض سعر صرف الدولار، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت. قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلي تراجعت بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات اليوم ومقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 4890 جنيها، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 16 دولارًا لتسجل 3652 دولار، بعد أن لامست مستوى 3657 دولارا كأعلى مستوى في تاريخها. وأضاف، أن عيار 24 سجل 5589 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 4191 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3260 جنيهًا، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند 39120 جنيهًا. وكانت أسعار الذهب قد ارتفعت بنحو 30 جنيهًا، خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4865 جنيهًا، ولامس مستوى 4915 جنيهًا، واختتم التعاملات عند 4895 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية حيث افتتح التعاملات عند 3587 دولارًا، ولامست مستوى 3650 دولارًا، واختتم عند مستوى 3636 دولارًا. أثير سعر الدولار محليًا أوضح إمبابي أن تراجع سعر صرف الدولار في السوق المصرية حال دون ارتفاع أسعار الذهب محليًا لمستوى 5000 جنيه للجرام عيار 21، حيث هبط الدولار لدى البنك المركزي إلى نحو 47.93 جنيهًا. وأشار إلى أن السوق المحلية تُسعّر الذهب على دولار أقل من السعر الرسمي عند 47.60 جنيهًا، ما أدى إلى انخفاض السعر المحلي عن السعر العالمي بنحو 62 جنيهًا للجرام، وسط موجات قوية من إعادة البيع، وشح في السيولة، مع توجه متزايد نحو التصدير لتوفير سيولة عاجلة. العوامل العالمية الداعمة على الصعيد العالمي، واصل الذهب صعوده إلى مستويات قياسية وسط ضعف الدولار الأمريكي وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة، وتلقى المعدن دعمًا إضافيًا من توقعات بانخفاض حاد في بيانات التوظيف الأمريكية، بعد مراجعة مرتقبة لمكتب إحصاءات العمل لقوائم الرواتب غير الزراعية، والتي يُتوقع أن تُظهر حذف نحو 800 ألف وظيفة. هذا السيناريو سيزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الأسبوع المقبل، ومع ذلك، تشير تقديرات الأسواق إلى احتمالية بنسبة 88% لخفض أصغر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يوم 17 سبتمبر. العلاقة بين الفائدة والذهب عادةً ما يؤدي التيسير النقدي إلى إضعاف الدولار وزيادة جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد، إلا أن هذه العلاقة ليست مطلقة، ففي حال أقدمت بنوك مركزية أخرى على خفض الفائدة بشكل حاد، أو إذا استمرت الأصول الأمريكية في توفير قدر من الأمان النسبي، فقد يظل الدولار قويًا، مما يحد من مكاسب الذهب حتى في ظل دورة التيسير الأميركي. عوائد السندات ودورها تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.05% من ذروته البالغة 4.8% في يناير الماضي، ما يعكس مخاوف حقيقية بشأن النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن، هذا التراجع في العائدات يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالمعدن النفيس، ويدعم أسعاره على المدى القصير. في المقابل، ارتفعت عوائد السندات طويلة الأجل في أوروبا واليابان بشكل حاد، متأثرة بمخاطر الديون والأوضاع السياسية، وهو ما خلق حالة من عدم اليقين في أسواق السندات العالمية ودفع المستثمرين إلى تنويع استثماراتهم نحو الأصول الملموسة وعلى رأسها الذهب. بيانات التوظيف والتضخم أظهر تقرير الوظائف لشهر أغسطس إضافة 22 ألف وظيفة فقط، مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو ما عزز التوقعات بخفض الفائدة من جانب الفيدرالي، غير أن خبراء الاقتصاد يحذرون من أن بيانات شهر واحد لا تكفي لإحداث تحول جذري في السياسة النقدية. لذلك، يظل مسؤولو الفيدرالي يراقبون عن كثب معدلات التضخم إلى جانب التوظيف، ويُنتظر صدور مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس المقبل، قبل أيام قليلة من اجتماع اللجنة الفيدرالية، إذ ستكون قراءة أعلى من المتوقع عائقًا أمام خفض حاد للفائدة، وقد تحد من زخم الذهب مؤقتًا. تحولات المستثمرين يلجأ المستثمرون بشكل متزايد إلى تحويل استثماراتهم من السندات إلى السبائك الذهبية كوسيلة مفضلة للتحوط من عدم اليقين المالي والسياسي، وقد عززت طبيعة الذهب كأصل مادي لا يخضع للتخلف عن السداد أو لتدخلات السياسة النقدية من جاذبيته. لكن إذا قرر الفيدرالي اعتماد وتيرة أبطأ في خفض الفائدة أو أبدى حذرًا أكبر تجاه التضخم، فقد يتراجع بعض المشترين عن بناء مراكز جديدة، ما قد يختبر قدرة الذهب على التماسك فوق مستوياته التاريخية. دعم البنوك المركزية لا تزال البنوك المركزية حول العالم صافي مشترٍ للذهب للعام الخامس عشر على التوالي، حتى عند المستويات الحالية للأسعار، وقد تجاوزت مشترياتها 1000 طن سنويًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إذ سجلت في 2024 نحو 1045 طنًا، تصدرتها بولندا بإضافة 90 طنًا. وفي كازاخستان، عاد البنك المركزي إلى الشراء هذا العام بعد ثلاث سنوات من البيع بغرض تنويع الاحتياطيات، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، أضاف 14.7 طنًا، لترتفع احتياطياته إلى 306.2 طنًا، بقيمة تبلغ 32.8 مليار دولار من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية البالغة 52.5 مليار دولار. المشهد العام تعيش الأسواق العالمية لحظة استثنائية من عدم اليقين، بفعل مزيج من التوترات الجيوسياسية، وتوقعات التيسير النقدي، وتفاقم أزمة الديون الأميركية، فضلًا عن الجدل حول استقلالية الفيدرالي، وفي ظل هذه العوامل، يستمر الذهب في تحطيم أرقامه القياسية، بعدما سجل 40 قمة تاريخية في 2024 و26 قمة أخرى في النصف الأول من 2025، في مسار تصاعدي يعبّر عن عمق الأزمة التي يمر بها النظام المالي العالمي