5 نوفمبر، 2025 م 9:42 صباحًا

23.42°C

المركزي المصري: الشراكة بين القطاعين العام والخاص تخلق فرصاً للاقتصادات

 

أكد محافظ البنك المركزي حسن عبدالله أن المنطقة العربية تواجه العديد من التحديات سواء التغيرات المناخية أو ارتفاع تكلفة التمويل والظروف الاقتصادية غير المستقرة عالمياً، ولكن في المقابل، يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تخلق فرصاً استثنائية في هذه الظروف لتحقيق التكامل والتنسيق بين الأطراف المعنية والفاعلة في اتخاذ القرار ودعم اقتصاداتنا العربية.

وقال عبدالله – في كلمته خلال المؤتمر المصرفي العربي 2025 بالقاهرة تحت عنوان “الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتمويل الاقتصاد” والتي ألقاها نيابة عنه نائب محافظ البنك المركزي طارق الخولي – إن واقعنا الاقتصادي، بفرصه الواعدة وتحدياته، يفرض علينا جميعاً إعادة النظر في أطر العمل التقليدية، واستحداث آليات أكثر مرونة وابتكاراً في تمويل التنمية.

وأضاف أن الشراكة بين القطاعين العام والخاص (بي بي بي) تبرز كأداة استراتيجية لا غنى عنها؛ ليس فقط لتمويل المشاريع، بل لتسريع تنفيذها، وتحقيق أعلى مستويات الكفاءة، وتقاسم المخاطر بطريقة متوازنة.

وأشار إلى أن التجارب الناجحة سواء في الوطن العربي أو خارجه قد أثبتت أن هذه الشراكات قادرة على إحداث فارق حقيقي، خاصة في قطاعات البنية التحتية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتعليم، والرعاية الصحية، والنقل، والاتصالات، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهي القطاعات التي تُعد قاطرة النمو، ومحركاً للتنمية الشاملة والمستدامة؛ حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن شراكات فعالة دون الإشارة إلى الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع المصرفي العربي، حيث إن المصارف ليست فقط مؤسسات مالية تقليدية، بل أصبحت اليوم شريكاً أساسياً في صياغة الحلول التمويلية، وابتكار الأدوات التي تدعم هذا النوع من المشاريع طويلة الأجل خاصة فيما يتعلق بالتمويل الأخضر والمناخي.

وشدد على ضرورة دولنا العربية بتبني استراتيجيات طموحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتي تشمل القضاء على الفقر، وإيجاد التعليم الجيد، والصحة الجيدة والرفاهية، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي وعقد الشراكات، مشيراً إلى أنه لتحقيق هذه الأهداف، نحن بحاجة إلى حلول تمويلية مبتكرة ومرنة تتيح لنا جمع الموارد المالية اللازمة من جميع الأطراف المعنية؛ وهو الأمر الذي يتطلب تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

ولفت إلى أنه من أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدول الناشئة مثل مصر ومعظم الدول العربية هي جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية في المشاريع التنموية الكبرى، خاصة في ضوء الاهتمام المتزايد بالتحول الرقمي والابتكار.

وأكد أنه لا يمكن الحديث عن تعزيز الشركة بين القطاعين العام والخاص دون التأكيد على أهمية دور الحكومات في تفعيل الأطر المؤسسية والقانونية التي تنظم الشراكة بين القطاعين، وتوفير آليات فض النزاعات، وضمان الشفافية والحوكمة الرشيدة؛ مما يعزز من ثقة المستثمرين ويجذب رؤوس الأموال؛ لا سيما في ظل المنافسة الإقليمية والدولية على تدفقات الاستثمار.

ونوه بأن البنوك المركزية العربية تقوم بدور هام في تشجيع البنوك لتمويل هذه المشروعات؛ فضلاً عن تعزيز الاستقرار المالي الذي يُعد الأساس الذي تبنى عليه الثقة بين كافة الأطراف.

موضوعات مقترحة

بنك الطعام المصري وكيلانوفا يوقعان شراكة لتوفير 100 ألف وجبة لأطفال المنيا كشف بنك الطعام المصري – أول مؤسسة تنموية متخصصة في توفير غذاء صحي وآمن للمستحقين في المنطقة – عن إطلاق شراكة جديدة مع مجموعة كيلانوفا الممثلة في ماس فود (ش.م.م)، في خطوة تهدف إلى دعم الأمن الغذائي وتعزيز التغذية السليمة لأطفال مرحلة التعليم المبكر في صعيد مصر، وذلك ضمن برنامج “ابني بكرة” لتغذية الأطفال الذي تنفذه المؤسسة. وجاء الإعلان عن هذه الشراكة خلال فعالية رسمية شهدت توقيع الاتفاق بين الجانبين، بحضور محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، و روبرت شانمجام –المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لمجموعة كيلانوفا، وذلك إيذانًا ببدء تنفيذ البرنامج في محافظة المنيا، إحدى المحافظات ذات الأولوية في جهود مؤسسة بنك الطعام التنموية. وفي كلمته، أكد محسن سرحان– الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، أن هذه الشراكة تمثل نموذجًا جديدًا للتكامل بين العمل التنموي والمسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص، مشيرًا إلى أن بنك الطعام يعمل وفق رؤية استراتيجية تستهدف تحقيق الأمن الغذائي من خلال أربعة محاور رئيسية هي الحماية، الوقاية، التمكين والارتقاء. وأضاف: “نحن لا نكتفي بتوفير الغذاء، بل نؤمن بأهمية الوصول إلى حلول جذرية ومستدامة لمكافحة قضية الجوع وتأمين الأمن الغذائي لأهالينا المصريين خاصة الأطفال لضمان مستقبل أفضل لهم، التزامًا منا ببناء أجيال أكثر صحة وقدرة على التعلُّم والنمو السليم.” من جانبه، أشار روبرت شانمجام، إلى أن هذه الشراكة تأتي في إطار جهود المجموعة الحثيثة لتعزيز مسؤوليتها الاجتماعية ودعم المجتمعات المحلية والتي توليها الدولة اهتمامًا وأعرب عن اعتزازه بالتعاون الاستراتيجي مع بنك الطعام المصري قائلاً: “نحن في كيلانوفا، نؤمن بأن الحق في الغذاء الكافي هو حق أساسي لكل طفل، ونسعى دائماً لمساعدة المجتمعات التي نعمل بها من خلال توفير الغذاء لمن يواجهون نقصًا في الأمن الغذائي. نفخر بشراكتنا مع بنك الطعام المصري في مبادرة (ابني بكرة)، التي تهدف إلى توفير وجبات إفطار مدرسية للأطفال من الأسر التي تواجه تحديات غذائية في محافظة المنيا والمجتمعات الأخرى التي نعمل بها. إن مساهمتنا هذه تمثل خطوة من خطواتنا المستمرة نحو تحقيق وعد كيلانوفا بالأيام الأفضل، والتزامنا بخلق مستقبل أكثر استدامة وعدلاً في الوصول إلى الغذاء، من أجل عالم ينعم فيه الجميع بفرص التغذية والحياة الكريمة”. وتُعد هذه الشراكة إحدى المبادرات التي يعكس من خلالها بنك الطعام المصري تطوره المستمر من مؤسسة خيرية تقدم مساعدات غذائية، إلى مؤسسة تنموية تعتمد على الابتكار العلمي في تصميم البرامج التنموية، وبناء شراكات استراتيجية قادرة على تحقيق أثر تنموي فعّال. كما تُبرز التعاون مع كيلانوفا كواحدة من الشركات العالمية التي تضع الاستدامة والمساهمة المجتمعية ضمن أولوياتها، ما يفتح الباب أمام المزيد من المبادرات المشتركة خلال المرحلة المقبلة. جدير بالذكر أن بنك الطعام المصري، الذي تأسس عام 2004 كمؤسسة غير حكومية، يعمل منذ أكثر من عشرين عامًا على تحقيق الأمن الغذائي في مصر، من خلال برامج متعددة تستهدف الأسر الأكثر احتياجاً، وتستند إلى مبادئ الكفاءة والشفافية في توجيه الموارد، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء محليين ودوليين لتحقيق تأثير واسع ومستدام.